لم تكن اللحظة سانحة لأن يفجر عبوته وينطلق كالبرق ليمد يديه ويسحب أحد الجنود المارقين من جيش الاحتلال الصهيوني على جبل الريس ، فيرفعه بحزمٍ على كتفيه .. حاملاً أملاً كبير لأحد عشر ألفاً من القابعين خلف القضبان ، لحظات تبدد الأمل ليصبح شهادة في سبيل الله بعد أن قصفته طائرات العدو بصاروخ أردته ومن يحمله من أتباعهم قتيل ، إنها ثقافة المقاومة الفذة التي ثبتت على ساقها أكثر من عشرين يوماً من الرصاص والقنابل والصواريخ ، ثقافة رجال لا يعرفون من الحياة سوا هدفٍ واحد وغاية سامية ألا وهي فلسطين وأرض غزة هاشم ، مفارقة عجيبة بين من يتحصن بدرعه ودبابته وطائرته ، وبين ذلك الذي فرش الأرض والتحف السماء وجعل من خندقه مركزاً ليباغت أعداء الله والوطن.
إنها سلسلة ثلاث جبال في شرق مدينة غزة " جبل الصوراني جنوباً والريس وسطاً والكاشف شمالاً" صمدت تلك الجبال رغم قسوة الضرب وشدته واحتضنت بين حصا وصخر جبالها رجالاً باعوا أنفسهم بصفقة الله " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " والله يرجوه أن يشتري .
عجائبُ كانت هناك على الجبال الثلاث .. مجاهد يحمل عبوته وآخر يسند على كتفه الأ ر بي جي أما الثالث فيمتشق سلاحه الخفيف .. تناسق الفكر وروعة الأداء .. حالت دون أن يجرأ العدو على اعتلاء الجبال الثلاث فما إن لاحت إحدى الآليات وجدت صاروخاً يفجرها .. وما إن تلمح ضباب جنودٍ يسيرون إلا بالعبوة تمزقهم أشلاء ومن نجا منهم يجد حتفه على يد ذاك السلاح الخفيف ، إنها موسيقى الرصاص ونغم الثبات.
أمّا إذا جنح الليل بدأ كلُ جندي صهيوني بوضع يديه على رأسه وقلبه خوفاً من قدوم شبح هنا أو هناك يريد أن يفترسه بلا شفقة أو رحمه وهذا ما وضحه الجنود وهم يحققون مع أحد المختطفين لديهم مما اعتلوا بيوتهم في شارع الجرم " الفاصل بين جبل الريس والكاشف " بسؤاله ماذا يلبس أبناء القسام فيجيبه يلبسون ثياباً سود فيضرب على رأسه فيفيق.. فيكرر السؤال وتكون نفس الإجابة فيضرب حتى إذا يأس المحقق من ذلك صرخ فيه بل يلبسون ثياباً بيض !! نعم يلبسون ثياب الطاهرة والحق المسلوب ثياب الدفاع عن العرض والولد والأرض.
إنها كتائب القسام وكافة أجنحة المقاومة الذين وصلوا الليل بالنهار ليمكث المجاهد منهم أكثر من عشرين يوماً بين وحشة الليل وشدته و بين صوت المدافع والرصاص والصواريخ فوقه بل ربما وصلت إلى أقل من أمتارٍ عنه، ينتظر صيداً ثمينا يفرح به المؤمنون أو يلقى وجه ربه مقبلاً غير مدبر.
انتهت الحرب المؤقتة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حربٌ أرادت من خلالها رسم خريطة جديدة في غزة ، فجاءت الرياح بما لا تشتهي إسرائيل .. وثبت الرجال المقاومون في وجه الترسانة العسكرية الرابعة على العالم؛ لترسم هي خريطة المعركة القادمة .. معركة النصر والتحرير.
إنها سلسلة ثلاث جبال في شرق مدينة غزة " جبل الصوراني جنوباً والريس وسطاً والكاشف شمالاً" صمدت تلك الجبال رغم قسوة الضرب وشدته واحتضنت بين حصا وصخر جبالها رجالاً باعوا أنفسهم بصفقة الله " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " والله يرجوه أن يشتري .
عجائبُ كانت هناك على الجبال الثلاث .. مجاهد يحمل عبوته وآخر يسند على كتفه الأ ر بي جي أما الثالث فيمتشق سلاحه الخفيف .. تناسق الفكر وروعة الأداء .. حالت دون أن يجرأ العدو على اعتلاء الجبال الثلاث فما إن لاحت إحدى الآليات وجدت صاروخاً يفجرها .. وما إن تلمح ضباب جنودٍ يسيرون إلا بالعبوة تمزقهم أشلاء ومن نجا منهم يجد حتفه على يد ذاك السلاح الخفيف ، إنها موسيقى الرصاص ونغم الثبات.
أمّا إذا جنح الليل بدأ كلُ جندي صهيوني بوضع يديه على رأسه وقلبه خوفاً من قدوم شبح هنا أو هناك يريد أن يفترسه بلا شفقة أو رحمه وهذا ما وضحه الجنود وهم يحققون مع أحد المختطفين لديهم مما اعتلوا بيوتهم في شارع الجرم " الفاصل بين جبل الريس والكاشف " بسؤاله ماذا يلبس أبناء القسام فيجيبه يلبسون ثياباً سود فيضرب على رأسه فيفيق.. فيكرر السؤال وتكون نفس الإجابة فيضرب حتى إذا يأس المحقق من ذلك صرخ فيه بل يلبسون ثياباً بيض !! نعم يلبسون ثياب الطاهرة والحق المسلوب ثياب الدفاع عن العرض والولد والأرض.
إنها كتائب القسام وكافة أجنحة المقاومة الذين وصلوا الليل بالنهار ليمكث المجاهد منهم أكثر من عشرين يوماً بين وحشة الليل وشدته و بين صوت المدافع والرصاص والصواريخ فوقه بل ربما وصلت إلى أقل من أمتارٍ عنه، ينتظر صيداً ثمينا يفرح به المؤمنون أو يلقى وجه ربه مقبلاً غير مدبر.
انتهت الحرب المؤقتة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حربٌ أرادت من خلالها رسم خريطة جديدة في غزة ، فجاءت الرياح بما لا تشتهي إسرائيل .. وثبت الرجال المقاومون في وجه الترسانة العسكرية الرابعة على العالم؛ لترسم هي خريطة المعركة القادمة .. معركة النصر والتحرير.